نري هذه الأيام إن معظم الشعب المصري (أو من يهتم بالسياسة بالمعني الأصح) غاضباَ من النخبة (وهم من يقودون الجماهير) رغم إن هم من كانوا بمقدمة إتخاذ القرارات وهم من يقدمون أفضل الحلول لرفعة الوطن في السياسة أو الإقتصاد أو الإجتماع إلخ ...
لكن لماذا غضب الشعب المصري في آن واحد من النخبة ؟؟ الإجابة وهي للأسف بإنهم هم السبب لما وصلنا له من تفتيت أصوات الثوار ، وتفريق صفوف الثوار بعدم إتفاقهم في الإنتخابات وبدلاً من أن نجد رئيس ثوري من النخبة التي نثق بها يحكم مصر بعد الثورة , وقعنا بين إختيار فاشية عسكرية وفاشية دينية !
لكن ما الذي أدي إلي فشل النخبة في توجيه الثورة لطريقها الصحيح ؟؟؟
-سببها الأساسي : طمع النخبة في السلطة ، مما أدي إلي صراعات بين رموز الثورة للوصول إلي الحكم .. وأندساس بعض من لهم مصالح في تفريق صفوف الثوار وهم الطرف الثالث !!
لكن لا يجب توجيه اللوم كله علي النخبة !! فاللوم أيضاً علي النظام المخلوع الذي جعل أغلبية الشعب المصري مغيباً ليس لديه أي وعي سياسي ولا يفقه أي شيء في سياسة وطنه ، فما يهم هذا الشعب الغلبان هو أن السعي دائماً وراء العمل أملاً في الحصول علي النقود ليستطيع أن يعيش الحياة التي تليق به ولكنه لا يجد هذه الحياة ...
فكرت في تشبيه توضح عن العلاقة بين النخبة والجماهير ، فلم أجد أحسن من هذا التشبيه :
النخبة تمثل "المهندس المعماري" والجماهير وأتباعهم يمثلون "عمال البناء"
فالمهندس هو من يرسم ويخطط ويفكر في المشروع وحينما ينتهي من رسمها يبدأ المشترون بشراء العقارات ثم يبدأ العمال ببناء هذا المشروع ...
يعمل العمال ليلاً ونهاراً في البناء ، ويبذلون أقصي جهدهم لكنهم يأخذون أجور قليلة ، حينما المهندس رسم المشروع ثم جلش ليرتاح حين الإنتهاء من بناء المشروع ويأخذ الأجر الأكبر ...
لكن المشروع لم يكن يكتمل دون تواجد أي فئة منهم ، فتواجدهما هما الأثنان لازم ..
وإذا نجح المشروع فمعناه نجاح كلي من المهندس والعمال ، لكن إذا هُدم المشروع فمعناه إن أحد منهما قد فشل ...
فهذا هو حال النخبة وأتباعها !! النخبة هم من يحصلون علي الشهرة والسلطات ، حينما ينزل الشباب ويموت منهم للمطالبة بحقوقهم وهم من يبذلون الجهد الأكبر ...
لذلك فقدت الجماهير الأمل في نخبتها بعد تفريق صفوف الجماهير ، لكن مازال يحتفظ بعض الشباب بالأمل في النخبة أملاً في تقديم أحسن ما لديها ، لذلك علي النخبة أن يوحدوا صفوفهم حتي يصلحوا ما أفسدوه وأن يحذروا من المندسين ومن ذي المصالح الشخصية ، وعلي النخبة أن تثبت بأن أملها أن يحصل الشعب علي الحياة الكريمة التي تليق بالمصريين جميعاً ..
عاشت مصر حرة أبية ..