Sunday, March 24, 2013

وداعاً دكتور محمد يسري سلامة ..



من موت مجدي مهنا إلي وفاة عمنا جلال عامر إلي رحيل "الدكتور محمد يسري سلامة" ،ليرحلوا ولن يعاودوا الحياة معنا .. تركوا صعاب الحياة وقرروا الإنتقال إلي الحياة الأبدية .. لكنهم لم يشعروا بإنهم رحلوا ورحل معهم الأمل والبسمة وبشاشة الوجه وصدق أفعالهم ..

في الرابع والعشرين من مارس ، توفي دكتور محمد يسري سلامة بعد صراع قصير مع مرض أصابه في المعدة ، وللأسف تغلب المرض عليه .. ورحل دكتور محمد يسري سلامة عن عمر يناهز التاسع والثلاثين عاماً ..

كتبت هذا المقال لإهداء بعض الكلمات لدكتور محمد يسري سلامة ، الرجل الذي لم يخف من قول الحق .. الرجل الذي كان -رغم كل الأزمات والصعوبات التي كانت تمر بها مصر- خفيف الظل ، يمتعنا بجمله وكلماته التي كان لها تأثير علي نفوسنا وكانت باعثة للأمل نري فيها سمات الشعب المصري الذي يصبر ويحتمل ويأمل في مستقبل أفضل .. الرجل الذي كنت أري فيه النموذج الأمثل للإسلامي الصحيح الذي يتّبع نهج الله ورسوله ويؤمن بالدين ، لا يُكفر أحداً ولا يتدخل في شئون الناس .. الرجل الثوري الذي كان يُفضّل نزول الشارع عن الظهور علي شاشات التليفزيون وكان يدعو الناس للنزول للدفاع عن حقوقهم وحق وطنهم المغتصب .. الرجل الذي تم تشويه صورته من التيارات الإسلامية لوقوفه مع الحق وإختلافه معهم في المرجعية السياسية لكنه تصدي لهذه الحملات التشويهية .. 

تمنيت كثيراً يا دكتور لقائك والكلام معك ، فأنت علمتني أن ليس كل إسلامي سيئ .. كنت أري إن كل ملتحي هو شخص كاذب وإن طول ذقنه دليل علي كذبه ، وهذا ليس لأني كارهة للدين كما يقول بعض التيارات الدينية ولكن بسبب ما نراه من ملتحي الذقن من الكذب والخداع والنفاق والغش ..
تمنيت يا دكتور أن ألقي كثير من الساسة أو المثقفين أو الشيوخ يحبون الوطن كما تحبه أنت ، فأنت لم تسكت قط عن الحق ..
تمنيت يا دكتور أن يكن لك منصباً بحزب الدستور ، لأنك تمثل النموذج الرائع للشاب الطاهر النقي الذي لا يسعي لمصالحه الشخصية 
تمنيت أن يتعلم من يسموا أنفسهم بالإسلاميين منك أصول الدين وبشاشة الوجه وخفة الظل وسماحة النفس وألا يكفروا بأي شخص مهما كان ديانته أو إتجاهه السياسي 
تمنيت من كل مصري أن يتعلم منك الأمل والبسمة والتفاؤل ، لأنك لم تيأس وكنت مؤمناً بإستكمال الثورة حتي نجاحها وكنت تدعونا لإستكمال المشوار وعدم اليأس ..

"إن كان حظي في الحياة قليلها...فالصبر يا مولاي فيه رضاكَ"
هذا أخر ما كتبته يا دكتور ، ولكن ستظل مقالاتك وكلماتك في أذهاننا للأبد ، وستظل متواجداً بيننا و سنعمل بنصائحك ولن نفقد الأمل وسنظل مؤمنين بأن هناك غد أفضل مثلما كنت تأمل ..
لن ننساك يا دكتور ، في رحمة الله .. وداعاً 

من : نهال ياسر الجوهري ..


Thursday, March 14, 2013

المتحولون

"المتحولون" .. أول ما كنت بسمع الكلمة دي علي بداية الثورة كان بييجي في دماغي إنه شخص بيتحول ويكون مصاص دماء أو ديناصور .. مكنش مصطلح "متحول" حينئذ موجود من قبل الثورة ..
بس للأسف المتحول في عصرنا ده أخطر من المتحولين اللي في الأفلام الأجنبية اللي بيتحولوا من أشخاص ليكونوا مصاصي الدماء ، لأن مصاصي الدماء هو تغيير خارجي في الشكل وكل الناس هيشوفوه وممكن ينتصروا عليه ، لكا المتحول سياسياً أو فكرياً ده مش بيتكشف بسهولة أو بيتكشف لكن أراء الناس بتبقي مختلفة عليه وبيبقي له تابعين ومشجعين ..

فكرت كدة شوية في المتحولين اللي ظهروا ... 
بس كان كل متحول مختلف عن التاني .. بمعني إنه في شخص إتحول في زمن وكان شخص في زمن أو في عصر تاني وله إتجاهات معينة في وقت وفجأة إكتشفنا إن القناع اللي كان عليه سقط ، بس مقدرتش أتوصل للأسباب !! يعني معرفش ، رشوة ولا زهق ولا كره للواقع اللي عايشينه ولا حب للشهرة ولا هو كان تمثيل أو أمن دولة أو وصول لمصالحهم الشخصية .. ناس كتيرة أوي !!
يعني مثلاً .. 
ناس قبل الثورة كنا فاكرينها معارضة لنظام مبارك وبعد الثورة إكتشفنا إنهم تبعه وبيموتوا في حسني مبارك زي : مصطفي بكري ، لميس الحديدي ، مجدي الجلاد ، عمرو أديب وعماد أديب .. بس دول اللي أنا حاساه إنه كان حب للشهرة والمال إنهم كانوا بيعارضوا مبارك علي الشاشات علشان يتشهروا علي قفاه ..
ناس إفتكرناها ثورية وفي الأخر طلعوا ولا ثوريين ولا حاجة (وأشك إنهم أمن دولة أصلا) ، مثال : محمد أبو حامد ، حازم عبدالعظيم ..
ناس إتغيروا 180 درجة أول ما الإخوان مسكوا (بقوا بيبررولهم أي حاجة) زي : وائل قنديل ..
ناس مش إخوان بس تبعهم وإخوات في كل حاجة (مش إخوان بس بيحترموهم) زي : عصام سلطان ومحمد محسوب ..
وناس كنا فاكرينهم تبع الثورة وفي الأخر طلعوا إخوان وكانوا عايزين ياخدوا شوية شعبية من الثوار زي : محمد البلتاجي وصفوت حجازي .. 
وناس يا حرام (ودول اللي بيصعبوا عليا بسبب غبائهم) تبع أي نظام حاكم زي : علاء صادق ورامي لكح ..
وناس بقي هما فلول أصلاً ودلوقتي عاملين نفسهم إنهم مع الثوار والثورة وبيحاولوا يكونوا محبوبين من الشعب زي : عمرو موسي وسيد البدوي ...
وناس كنا فاكرينهم مع الثورة وأول ما وصلوا للكراسي وللسلطة بقوا يتّبعوا نفس نظام مبارك الدكتاتوري وهما الإخوان ..

المهم بقي ، ولسة بعد سنتين من الثورة ، مازالت الأقنعة بتتساقط ولسة في ناس بتتكشف علي حقيقتها وناس لسة بيمثّلوا بس مصيرهم يتكشفوا لأن الثورة قامت علشان تقضي علي كل طامع ومستفيد من أي نظام وتكشف لنا الناس دي اللي بتشوه السياسات وبتلعب بعقول الناس مقابل مصالحهم الشخصية