من موت مجدي مهنا إلي وفاة عمنا جلال عامر إلي رحيل "الدكتور محمد يسري سلامة" ،ليرحلوا ولن يعاودوا الحياة معنا .. تركوا صعاب الحياة وقرروا الإنتقال إلي الحياة الأبدية .. لكنهم لم يشعروا بإنهم رحلوا ورحل معهم الأمل والبسمة وبشاشة الوجه وصدق أفعالهم ..
في الرابع والعشرين من مارس ، توفي دكتور محمد يسري سلامة بعد صراع قصير مع مرض أصابه في المعدة ، وللأسف تغلب المرض عليه .. ورحل دكتور محمد يسري سلامة عن عمر يناهز التاسع والثلاثين عاماً ..
كتبت هذا المقال لإهداء بعض الكلمات لدكتور محمد يسري سلامة ، الرجل الذي لم يخف من قول الحق .. الرجل الذي كان -رغم كل الأزمات والصعوبات التي كانت تمر بها مصر- خفيف الظل ، يمتعنا بجمله وكلماته التي كان لها تأثير علي نفوسنا وكانت باعثة للأمل نري فيها سمات الشعب المصري الذي يصبر ويحتمل ويأمل في مستقبل أفضل .. الرجل الذي كنت أري فيه النموذج الأمثل للإسلامي الصحيح الذي يتّبع نهج الله ورسوله ويؤمن بالدين ، لا يُكفر أحداً ولا يتدخل في شئون الناس .. الرجل الثوري الذي كان يُفضّل نزول الشارع عن الظهور علي شاشات التليفزيون وكان يدعو الناس للنزول للدفاع عن حقوقهم وحق وطنهم المغتصب .. الرجل الذي تم تشويه صورته من التيارات الإسلامية لوقوفه مع الحق وإختلافه معهم في المرجعية السياسية لكنه تصدي لهذه الحملات التشويهية ..
تمنيت كثيراً يا دكتور لقائك والكلام معك ، فأنت علمتني أن ليس كل إسلامي سيئ .. كنت أري إن كل ملتحي هو شخص كاذب وإن طول ذقنه دليل علي كذبه ، وهذا ليس لأني كارهة للدين كما يقول بعض التيارات الدينية ولكن بسبب ما نراه من ملتحي الذقن من الكذب والخداع والنفاق والغش ..
تمنيت يا دكتور أن ألقي كثير من الساسة أو المثقفين أو الشيوخ يحبون الوطن كما تحبه أنت ، فأنت لم تسكت قط عن الحق ..
تمنيت يا دكتور أن يكن لك منصباً بحزب الدستور ، لأنك تمثل النموذج الرائع للشاب الطاهر النقي الذي لا يسعي لمصالحه الشخصية
تمنيت أن يتعلم من يسموا أنفسهم بالإسلاميين منك أصول الدين وبشاشة الوجه وخفة الظل وسماحة النفس وألا يكفروا بأي شخص مهما كان ديانته أو إتجاهه السياسي
تمنيت من كل مصري أن يتعلم منك الأمل والبسمة والتفاؤل ، لأنك لم تيأس وكنت مؤمناً بإستكمال الثورة حتي نجاحها وكنت تدعونا لإستكمال المشوار وعدم اليأس ..
"إن كان حظي في الحياة قليلها...فالصبر يا مولاي فيه رضاكَ"
هذا أخر ما كتبته يا دكتور ، ولكن ستظل مقالاتك وكلماتك في أذهاننا للأبد ، وستظل متواجداً بيننا و سنعمل بنصائحك ولن نفقد الأمل وسنظل مؤمنين بأن هناك غد أفضل مثلما كنت تأمل ..
لن ننساك يا دكتور ، في رحمة الله .. وداعاً
من : نهال ياسر الجوهري ..
No comments:
Post a Comment